الاثنين، 9 فبراير 2009

سكان القرية

قرية القبيبة من قرى فلسطين التي جذبت إليها أعداد كبيرة من السكان الذين أتو من كافة أراضي فلسطين ومن خارج فلسطين وذلك لطبيعة أرضها الخصبة والسهلية وطبيعة مناخها الذي يتميز بالإعتدال والروعة ولذلك فإنه بالرغم من أن أهل القرية جاءوا من مناطق مختلفة إلا أنهم كانت تجمعهم علاقات طيبة جدا" .

عدد السكان :-

إذا تحدثنا عن عدد سكان القرية فإننا نواجه صعوبة في تحديد عدد سكان القرية بشكل دقيق ، لأنه لم توجد هناك احصائيات دقيقة تحدد عدد سكان القرية منذ البداية . هذا من ناحية ومن ناحية أخرى نجد أن هناك القليل من سكان القرية يتخذون بيوتهم في بياراتهم البعيدة عن أماكن تجمع سكان القرية ، لذلك هذا الأمر لايعطينا أرقام دقيقة عن عدد السكان وإنما أرقام تقريبية ولهذا قد بدأت عمليات الإحصاء لسكان القرية في الثلاثينات .

ولكننا يمكن أن نتعرف على عدد سكان القرية منذ بداية نشأتها من خلال الرواة الذين سمعوا هذا الأمر من أجدادهم أو أبائهم وما استحصلناه من هؤلاء الرواة أن عدد سكان القرية منذ بداية نشأتها كان يقدر بمائة وحمسون شخصا" حيث يعتبروا من أوائل سكان القرية الأصليين .

وأما إذا اردنا ارقاما" دقيقة فإن الإحصائية لعدد سكان على النحو التالي :-

سنة ( 1931 ) كانت ( 799 ) نسمه .

سنة ( 1944 ) - ( 1945 ) كانت ( 1720 ) نسمة بالإضافة إلى عرب السطرية ( 877 ) نسمه .
سنة ( 1948 ) كانت ( 1995 ) نسمه .

سنة ( 1998 ) كانت ( 12253 ) نسمه .

أصول السكان :-

إذا تتبعنا أصول السكان فإننا نجد أنهم من أصول مختلفة وذلك بحسب المنطقة التي جاءوا منها ولكن مع ذلك فإن غالبية سكان القرية أصولهم مصرية ، جاءوا إلى فلسطين تباعا" مع حملة إبراهيم باشا وبعد ذلك زمن حفر قناة السويس حيث هربوا من قسوة المعاملة والظلم الواقع عليهم فلذلك استقر السكان في القرى المختلفة من فلسطين ومنها انتقلوا الى القرية خلال السنوات ومنهم جاء من مصر واتجه مباشرة إلى القرية ومنهم من أتى إلى القرية من المدن المختلفة في فلسطين من ( الرملة - الخليل - يافا - غزة - رام الله - القدس ) وأيضا" من القرى المختلفة مثل ( صرفند - بشيت - بيت داراس - أبو شوشه - المجدل - يبنا أسود عريض- حمامه - أسدود - عاقر ) .

ولكن كانت القرية مجموعة من السكان الأصليين من الفلاحين الذين كانوا في القرية زمن نشأتها وكان يطلق عليهم ( الأروام ) ومع ذلك نجد أن سكان القرية اندمجوا مع بعضهم واصبحوا كعائلة واحدة رغم اختلاف أصولهم التي جاءوا منها . حتى أن بعضهم اشترى أراضي وأصبح من الملاك .

عرب السطرية :-

هم جماعة من البدو من منطقة السطر ( في خانيونس ) بحيث اضطرتهم ظروف المعيشة الصعبة التي واجهتهم هناك على ترك مكان سكناهم والتوجه إلى المنطقة الشمالية ( الغتية بالأمطار ) والغنية بالموارد المختلفة التي تجعلهم أكثر أمانا" واطمئنانا في معيشتهم وفعلا" توجهوا شمالا" حتى وصلوا منطقة تسمى ( ديران ) ( رخو بت حاليا" ) وقاموا ببناء بيوتهم واستقروا هناك ، كان ذلك تقريبا" حوالي 1910 .

تضاريس وأودية ونربة ومناخ القرية

تضاريس القرية
تقع قرية القبيبة على مرتفع رسوبي في السهل الساحلي الأوسط وكانت لها وصلة تربطها بالطريق العام الساحلي الممنتد إلى الغرب منها والمقتضي إلى غزة والرملة .
وقد كانت القرية مرتفعة عن سطح البحر نحو 30 متر وإلى الغرب من القرية كانت تنتشر فيها لعدة كيلومترات ، الكتبان الرملية التي تفصل بينها وبين شاطئ البحر المتوسط .
كما نذكر أن أرض القرية كانت واقعة على مرتفع جبلي من الوسط أما الأطراف الجنوبية والغربية منها فقد كانت أرضها سهلية حيث توجد البيارات الزراعية ولكن هذا لايعني أن كل أراضي القرية سهلية منبسطة فلو نظرنا إلى الجهة الشرقية من القرية لوجدناها تتميز بوجود النتوءات الصخرية وأكبر هذه النتوءات هي التلة الجبلية المقام عليها مقام النبي ( قندة ) وهناك راوي يدلل على أن القرية مقامة على مرتفع جبلي إذ يقول أن الجيش الإنجليزي عندما كانوا يلاحقون عدد من الأشخاص سواء كانوا من القرية أو من خارجها يسببون لهم مشاكل ، أو مناضلين يختنقون في القرى المجاورة للقرية ، فإنهم يصعدون إلى المنطقة المرتفعة في القرية بحيث يكشفون القرى المجاورة الأخرى .
أودية القرية
هناك وادي يمر في القرية وهو متفرع من وادي الصرار الذي يصل قريتي قطره المغار حيث يعرف باسمها ثم يغير اتجاهه إلى الشمال الغربي مارا بأرض يبنا زرنوقة والقبيبة .
وهذا الوادي حينما يمر بأرض القرية فإنه من بيارة البلبيسى ثم يتوجه إلى عائلة شاهين ثم يعبر الجسر ثم يمر ببيارات شاهين ثم بيارة عمار ثم ينتهي إلى منطقة تسمى ( الرعدة ) وقد تحول اسمه بعد ذلك إلى وادي رزيقات ( لكونه يجلب الرزق معه عندما يأتي ) ومنها إلى وادي روبين الذي يصب في البحر الأبيض المتوسط .
ولذلك كثيرا" ماتكون هذه الأودية نافعة ومفيدة لها لكون هذا الوادي يأتي محملا" بالطمي الغني بالتربة من المناطق البعيدة التي يأتي منها وحتى إن هذا الوادي يترك آثار في مناطق القرية المنخفضة بحيث تتجمع المياه في تلك المناطق فلترة قصيرة .
التربة
تتميز تربة القرية بالتنوع والاختلاف من منطقة إلى أخرى حيث درجة خصوبتها ولذلك تجد التفاوت الكبير في خصوبة التربة وذلك تبعا" لطبيعة الأرض ، لهذا فإن المنطقة الغربية من القرية تعتبر هي من أخصب أرضي القرية ، إذ تتميز أرضها بأنها ( طينية حمراء ) وكانت تزرع فيها الحبوب من ( قمح – ذرة – شعير ) .
وتعتبر المنطقة الوسطى والجنوبية أقل خصوبة ، إذ تتميز أرضها وتربتها بوجود ( الرمل والكر كار والطين ) وهذه هي أرض البيارات التي تزرع حمضيات وتعتبر حمضيات القرية من أجود أنواع الحمضيات التي تزرع في تلك المناطق ، إذ يتم تصديرها إلى الخارج أما الجهة الشرقية من القرية فإن تربتها رملية في الغالب .
مناخ القرية
بالنظر إلى موقع القرية ، نجد أنها قريبة من ساحل البحر المتوسط ، فبالتالي مناخها هو المناخ الساحلي الذي يتصف بالاعتدال صيفا" وشتاءا" ، حتى أن شتاء القرية قليل البرودة وجميل وخفيف بحيث يمكن تحمله بسهولة لذلك تجد الصغار يلهون في الساحات وخارج البيوت .
ولكن من جهة أخرى نجد أن الأمطار في القرية تسقط بغزارة شديدة في فصل الشتاء حيث أنها في بعض المواسم كانت تنزل بشكل متواصل لمدو اسبوعين مما تجعل أهل القرية يمكثون في البيوت طيلة نزول الأمطار .
ونتيجة لشدة الأمطار التي تسقط في تلك المنطقة ، فإنه ينتج عنها السويل الشديدة التي تخترق القرية من الشرق حيث الجبال ولكن هذه السيول كثيرا" ما تحدث انجراف في التربة ، مما يؤثر على خصوبة التربة ، لذلك يقوم أهل القرية بإصلاح ما أفسدته السيول ، ويمر السيل في القرية ويتجه إلى الغرب حيث نهر روبين ومنها إلى البحر المتوسط .
وفي فصل الشتاء يحتاج أهل القرية الى الدفء لذلك فإن مصدر التدفئة في القرية هو ( النار ) حيث يقوم أهل القرية بجمع الأخشاب من القرية ومن هذه الأخشاب ( اليانبوت – الشلة – عين الشمس شجر الحمضيات ) حيث يقوم أهل القرية بتقطيع الأخشاب ووضعها في الكانون حيث كان في البداية الكانون الطيني ومن ثم أصبح الكانون الحديدي بعد ذلك ، وحتى أن أهل القرية كانوا يلبسون في فصل الشتاء ( القنابيز الصوفية – الفراوي – الجاكيت – الكبابيد ) وكان الشباب يلبسون القمصان واللباس والسروال وفي المدة الأخيرة أصبح الشباب يلبسون البنطلونات .
وأما في فصل الربيع في القرية فقد كانت ملفت للنظر من جماله وروعته وبهائه حيث يكسو الأرض الخضرة والحشاش والأزهار المختلفة الألوان والأنواع ومنها أزهار النرجس الجميلة والبديعة ولخصوبة التربة وجمال الخضرة ونمو الحشاش المختلفة أهمية كبيرة لرعي الأبقار والأغنام لدرجة أن هناك أشخاص من خارج القرية كانوا يرعون بقرهم وغنمعم في القرية .
وحتى أن بعض الرعاة من خارج القرية كانوا يرعون بقرهم وغنمعم في القرية ليلا" حيث يأتوا سرا" حتى لايعرف أحد من أهل القرية فينهرهم أو يتعرضوا للضرب فلذلك كان هناك إشارة يصدرها الراعي إذا تعرض لهجون من أهل القرية ففورا" يقوم بإصدار الإشارة فتخرج الأبقار بعدها فورا" .
وفي فصل الربيع مع تفتح الزهور ونموها نجد أن أهل القرية يقومون باستخدام الزهور في تلوين البيض في المواسم .

الخميس، 5 فبراير 2009

مساحة القرية

إذا اردنا أن نتحدث عن مساحة القرية لابد أن نلقي نظرة على مساحتها منذ نشأتها حيث كانت أراضي القرية ومايجاورها أراضي مملوكة لشاهين ولأبنائه من بعده وقد كانت تغطي مساحات شاسعة جدا" ، تقدر بأكثر من 50 ألف دونم ، وقد كانت حدودها ممتدة من عيون قارة شمالا" إلى قرية يبنا جنوبا" ومن ديران ( رخو بت حاليا" ) من الشرق وزرنزقا" من الجنوب الشرقي إلى مقام النبي روبين في الغرب وقد حافظ أبناء شاهين على الأرض وخاصة محمود شاهين الذي كان يحب الأرض ومتعلقا" بها وقد كان رجلا" صالحا" . ومن شدة تعلقه بالأرض وحبه لها ، أنه مر في القرية يوما" مجموعة من اليهود يركبون عربة يجرها حمار فأوقفهم وجعلهم ينظفون إطارات العربة من الرمل العاق بها حتى لايأخذوا معهم أي ذرة من التراب وأمرهم أن يعودوا من حيث أتوا ولا يمروا هذا ثانية ولكن نجد أن الأوضاع لم تستقر على حالها ، إذ نجد أن اليهود وبمساعدة حكونة الإنتداب البريطاني وبعض السماسرة والتجار العرب يشتغلون بالخفاء والعلن ويستخدمون كافة الطرق المشروعة منها وغير المشروعة للإستيلاء على أكبر قدر من أراضي فلسطين فبدأت أراضي تتسرب شيئا" فشيئا" لليهود ومنها أراضي القرية التي تسرب منها جزء لليهود وذلك من خلال الضغط الإقتصادي ، فتراكمت الديون على مالك الأرض وخصوصا" بعض ضرب تجارة الحمضيات التي كانت تجلب لهم الفائدة ، فأصبح المالك أمام خياران إما الدفع أوالحبس فبذلك وجد نفسه مرغما" على بيع أرضه لتسديد الدين . وبذلك تقلصت مساحة أراضي القرية عما كانت عليه سابقا" بشكل كبير فنجد أن جزءا" من مساحة أرض القرية سلبه اليهود وجزءا" اشتره التجار العرب من خارج القرية سواء من الرملة - يافا - الخليل وغيرها من المدن أما الجزء المتبقي فكان ملكا" لأهل القرية الذين وفدوا إلى القرية تباعا" عبر لسنوات واستقروا فيها ومنهم من اشترى أراضي وتملك في القرية .

لذلك بلغت مساحة القرية وفق الإحصائيات المدروسة من خلال متخصصين بذلك حوالي 10737 دونما" موزعة كالتالي الطرق والوديان 451 دونم وحوالي 1397 دونم تسرب لليهود .

وقد كانت الأملاك العربية 8889 دونما" والأملاك اليهودية 1397 دونما" والأرض المشاع 451 دونما" ، فأصبح يقدر المجموع 10737 دونما" ، ولكن نذكر أيصا" أن مساحة الأرض المبنية للسكن كانت 43 دونما" .